لقد أُطلق على (التلسكوب الفضائي الأوّل) اسم (هابل) تكريماً للفلكي الأمريكي الشهير (إدوين هابل) الذي اكتشف أن في الكون مجرات لا حصر لها تبعد مسافات هائلة عن مجرة (درب التبانة) التي تقع فيها شمسنا الوهّاجة من ضمن مائة بليون نجم تشع في هذه المجرة المحلية.
وفي عام 1929م اكتشف (هابل) قانونه الشهير الذي ينصّ على أن (المجرات تبتعد عن بعضها بعضاً بسرعات تزداد كلما زادت المسافات بينها)، مما أسّس لنظرية (الانفجار الكبير)، التي هي أحد أعظم الفتوح العلمية في القرن العشرين، وترى أن الكون بدأ بانفجار كبير من نقطة متناهية الصـغر ولكنها ذات كثــــافة تكــاد تكون لا نهائية، وصـدق الحق عز وجل: (أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون). (الأنبياء:30).
وبعد ذلك (الانفجار الكبير) انطلقت الطاقة الإشعاعية في اتجاهات متعددة لتتكوّن منها - بعد آماد طويلة - المجرات والكواكب والنجوم، وما زالت هذه الأجرام تنطلق بعيداً عن بعضها مما يعني أن الكون في حالة تمدّد دائم واتساع مستمر، ولقد عزّزت المـعلومات الواردة من (تـلسكوب هـابل) هذه النظرية، وصدق الحق عز وجلوالسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون).(الذاريات:47).